رغم الهيمنة العسكرية لــ ب ي د على الأرض، إلا أنهم يدركون جيدا أنه لن يكون هناك استقرار ولا حل سياسي من دون مشاركة الطرف الآخر ( الأنكسي ) وعلى وجه الخصوص (البارتي ب د ك س) ومن ثم التقدمي واليكيتي ، أما أحزاب التحالف فهي أقرب ما تكون لــ ب ي د وتدور في فلكها رغم احتفاظهم بمسافة تسمح لهم عدم الغرق في بركتها …

ومهما حاول ب ي د الاستفراد وفرض أيديولوجيته بقوة السلاح فإن ذلك لن يحقق له الاستقرار لأسباب جوهرية :

1 – انقياد المجتمع له والتفافه حوله، لأن المجتمع الكردي السوري له مميزات تختلف تماما عن مميزات المجتمع الكردي التركي، فالكردي السوري يرى نفسه مثقفا واعيا ومتحررا من الإرث المتخلف وبالنالي ينتمي إلى المجتمع الــ ( جنتل) الراقي، وعبر عقود كان يمارس السياسة الناعمة ويطور نفسه ثقافيا وعلميا واجتماعيا حتى أصبح يمتلك الالاف من الجامعيين واصحاب الشهادات العليا ، وهؤلاء لن يقبلوا بأي حال من الأحوال عسكرة المجتمع وانقياده بسهولة لقوة السلاح والإيديولوجيا التي تطرحها ب ي د .

3- إقناع المجتمع الدولي بأن ب ي د ليست هي نفسها ب ك ك ، ورغم جميع المحاولات في تغيير هذه الذهنية إلا أنها جميعها باءت بالفشل بسبب الضغط التركي.

3- رغم محاولات ب ي د المتكررة القضاء على الأحزاب الكردية التقليدية (الأنكسي) وإجبارها على النزوح، فإنها لم تستطع القضاء عليها كما فعلت ب ك ك مع الأحزاب الكردية في تركيا، والسبب هنا بسيط، لأن هذه الأحزاب تجد دعما لا يمكن التغاضي عنه أو التخلص منه ، وهو دعم الإقليم لها.

والآن ما الفائدة من استفراد ب ي د بسلطة الأمر الواقع دون الاعتراف الدولي ودون أي اعتراف من الحكومة السورية ودون أي قبول جماهيري ؟؟

فالحل الأمثل إذا كانت ب ي د جدية في البحث عن الحل السياسي والدبلوماسي للمنطقة هي فتح طاولة حوار مباشرة مع الأنكسي والتقدمي فضلا عن مشاركة باقي فئات الشعب والتوصل إلى اتفاق يسمح للجميع بالمشاركة في إدارة المنطقة، ومن ثم الانتقال إلى الحوار مع المكون العربي والسرياني، وهكذا يمكن خلق حالة سياسية لا تستطيع تركيا اختراقها، وتحظى بالقبول الدولي ومن ثم البدء بحوار سياسي مع الحكومة السورية للتوصل إلى حل يرضي الجميع .