بعد رفض عدد من الدول الأوروبية فتح موانئها أمام سفينة الإنقاذ ‹آلان كوردي› أعلنت ألمانيا أنها ستستقبل عدداً من طالبي اللجوء المتواجدين على متن السفينة.

وتؤوي ألمانيا مئات الآلاف من اللاجئين، أغلبهم من سوريا ودول الشرق الأوسط، بعد أن فتحت أبوابها أمام موجة المهاجرين التي اجتاحت أوروبا بعد اندلاع الأزمة السورية.

و‹آلان كوردي› هو طفل من مدينة كوباني بغربي كوردستان (كوردستان سوريا)، فقد حياته غرقاً مع شقيقه ووالدته قبالة السواحل التركية إثر غرق قارب مطاطي كان يقلهم إلى الجزر اليونانية، وأثارت صورة جسده الصغير ملقى على رمال الشاطئ صدمة لدى الملايين على مستوى العالم.

وتحمل سفينة الإنقاذ الألمانية اسم الطفل الكوردي، وتجوب مياه المتوسط لإنقاذ طالبي اللجوء الذين تنقطع بهم السبل.

وأعلنت الحكومة الألمانية استعدادها لاستقبال بعض المهاجرين ممن هم على متن سفينة الإغاثة الألمانية ‹آلان كوردي› التي تقطعت بها السبل في البحر المتوسط. ولكن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أكد الجمعة في العاصمة الألمانية برلين أن بلاده لا تشعر بالمسؤولية وحدها عن مصير الـ 64 لاجئاً الموجودين على متن السفينة والذين تم إنقاذهم من قوارب. وشدد زيهوفر على ضرورة أن تستقبل دول أخرى بالاتحاد الأوروبي أشخاصا من السفينة، وقال: «يجب أن يكون هناك عمل جماعي».

وكانت سفينة ‹آلان كوردي› التابعة لمنظمة الإغاثة الألمانية ‹سي أي› أنقذت هؤلاء الأشخاص أمام السواحل الليبية في منتصف الأسبوع الماضي. ومنذ ذلك الحين تبحث السفينة عن ميناء آمن ترسو عليه. ورفضت إيطاليا دخول السفينة وترى أن ألمانيا لديها التزام في هذا الشأن لأن السفينة تبحر تحت علم ألماني. كما رفضت مالطا أيضاً السماح للسفينة بالرسو.

من جانبه حذر طاقم السفينة من سوء أحوال الطقس وارتفاع الأمواج إلى ستة أمتار. وتوجد السفينة حالياً بالقرب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، لكن ليس مسموحاً لها بالإبحار في المياه الإيطالية.

وأكد زيهوفر أنه أمر مزعج ألا يكون هناك حل دائم ثابت حتى اليوم لمسألة توزيع طالبي اللجوء الذين يتم إنقاذهم من البحر المتوسط، وقال: «مازلنا بعيدين بمسافة أميال عن حل أوروبي… يتعين على المفوضية (الأوروبية) أن نشاطاً في هذا الشأن».

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يستطع الاتفاق منذ أعوام على الطريقة التي يمكن من خلالها توزيع اللاجئين على مختلف الدول. ومن جانبها ذكرت منظمة ‹برو أزويل› الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين، أنه «يجب إنهاء المساومة غير اللائقة على إنقاذ حياة البشر في البحر المتوسط».