الآلاف من الطلبة الكورد الذين نزحوا من كوردستان سوريا الى تركيا جراء الحرب الدائرة وظروفهم المعيشية الصعبة, لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس المخصصة لأبناء السوريين لعدم وجود مدارس في بعض المدن التركية او بسبب تسخريهم في أعمال شاقة لا تتناسب أعمارهم لمساندة أهاليهم ماديا.
فيما يقول محمد علي من اهالي كوباني الذي نزح جراء هجوم تنظيم(داعش) على كوباني العام الماضي, انه لم يستطع ان يرسل اطفاله الى المدارس المخصصة للسوريين, كونه يعمل في الزراعة باحدى القرى التركية, والمدارس التركية لا تقبل اطفالهم.
ويضيف علي ان اطفاله يعملون معه في الزراعة, ولم يحالفهم الحظ في متابعة التعليم في تركيا, مشيرا الى انه يسعى للانتقال الى احدى المدن الكبرى لتامين التعليم لهم.
ويقول رئيس لجنة التربية في المجلس الوطني الكردي في كوباني, مصطفى شاهين, ان اغلب الطلبة الذين نزحوا من كوباني الى تركيا لم يلتحقوا بالمدارس, لعدم وجود المدارس, في المدن التركية من جهة, وعدم وجود المدارس من جهة اخرى.
ويضيف شاهين إن لجنة التربية التابعة للمجلس الوطني الكردي في كوباني قدمت مشروعين إلى التربية في الحكومة السورية المؤقتة مضيفا الى أن المشروع الأول هو عبارة عن افتتاح مدرسة لأبناء اللاجئين السوريين في منطقة سيغورتا بمدينة أورفا تغطي ٦٠٠طالب وطالبة,
وأشار إلى أن المشروع الثاني هو افتتاح مدرسة في منطقة بغلارباشي بمدينة أورفا تغطي ٧٠٠ طالب وطالبة.
هذا وقد وقّع الاتحاد الأوروبي اليونيسف في بداية العام الدراسي على مِنَحٍة بقيمة 62 مليون يورو أي ما يعادل 69 مليون دولار أمريكي لرفع مستوى الاستجابة المشتركة من خلال التركيز على تمكين حوالي 2.4 مليون طفل من الوصول للتعليم، وإتاحة بيئة توفر الحماية والتمكين لهم في سوريا ولبنان وتركيا حسب اليونسيف.
حجم أزمة التعليم آخذ بالتفاقم، فهناك حاليا نحو 2.7 مليون طفل غير منتظم في الدراسة في داخل سوريا ودول الجوار، بالإضافة إلى تضرر ربع المدارس في سوريا، وتخلي 52ألف مدرّس عن وظائفهم.
وفي دول جوار سوريا، لا يلتحق نصف الأطفال في سن المدرسة بالتعليم، وخاصة في تركيا ولبنان حيث تعاني المدارس هناك من الاكتظاظ والنقص في الموارد. ويقول يوهانيس هان، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية وتوسيع المفاوضات: “الاحتياجات ضخمة، ولكن الاتحاد الأوروبي كان دائماً في الصفوف الأمامية للاستجابة الدولية للأزمة السورية، خاصة في قطاع التعليم، وذلك من خلال شراكة مع اليونيسف والحكومات المضيفة في المنطقة”. وحذّر الاتحاد الأوروبي واليونيسف من أن هناك 7.6 مليون طفل سوري بحاجة للمساعدة، فجيل كامل من الأطفال مهدد بالضياع.
ويلتزم الطرفان بالاستثمار في التعليم لمنع الأطفال من الانزلاق في هاوية اليأس، ولأن يصبحوا عرضة للاستغلال. ولقد وفرّت مبادرات مثل مبادرة”لا لضياع الجيل”، والتي يعد الاتحاد الأوروبي شريكا أساسيا فيها – من خلال برامج العودة للتعلم والتعلم الذاتي والافتراضي الوسائل اللازمة لتمكين الأطفال من الوصول للتعليم.
وسيتم توفير جزء من هذا الدعم من خلال صندوق الائتمان الإقليمي الذي أنشأه الاتحاد الأوروبي مؤخراً استجابةً للأزمة السورية، وهو أول آلية تمويل ذات نطاق إقليمي ينشئها الاتحاد الأوربي للاستجابة للأزمة في المنطقة، مما يوفر آلية مرنة وإستراتيجية لتمويل تنفيذ النشاطات السريعة. وفي هذا الصدد تقول السيدة جيتا راو غوبتا، نائبة مدير اليونيسف التنفيذي، “مكنتنا شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي من توفير دعم على مستوى أوسع للأطفال في سوريا. ستدعم هذه المنحة جهود اليونيسف في تحسين قدرة وصول الأطفال السوريين للتعليم”.
النزوح الذي شهدته كوباني تسبب في ضياع جيل كوردي كامل, ولم يلتحق أغلب الطلبة إلى عملية التعليم, سواء في الداخل أم الخارج.
مرتبط