من المنتظر ان تبدأ كل من اربيل وبغداد مفاوضات بشأن قضية استقلال اقليم كوردستان او اقرار النظام الكونفدرالي،بعد الانتهاء من معركة الموصل واستعادة المدينة،وان الاستفتاء الذي كان مقررا اجراؤه في الاقليم على الاستفتاء قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة،قد تأجل بموجب اتفاق بين اربيل وبغداد .

معلومات موثوقة حصلت عليها (باسنيوز)،تفيد بأن كل من رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني،ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي،قد اتفقا خلال زيارة بارزاني الاخيرة الى بغداد على البدء بمفاوضات بين الجانبين بشأن قضية استقلال اقليم كوردستان والنظام الكونفدرالي بعد استعادة الموصل من قبضة داعش.

كما تفيد هذه المعلومات،بأن القيادة الكوردية وبعدما رأت تجاوب الحكومة الفيدرالية مع قضية الاستقلال وموقفها الايجابي منها واستعدادها للتحاور بشأنها ، رأت ان تؤجل القضية الى مابعد استعادة الموصل من قبضة داعش،وان الجانبين (اربيل وبغداد)اتفقا على ذلك .

علي عوني عضو قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني(بقيادة رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني) قال لـ(باسنيوز)انه تم خلال الزيارة الاخيرة للرئيس بارزاني والوفد الكوردستاني الرفيع المرافق له بحث قضية استقلال اقليم كوردستان مع بغداد كخيار لانهاء المآسي والمعاناة والمشاكل التي عانى ويعاني منها العراق،وقد تلقى الوفد الكوردستاني رداً ايجابيا بشأن ذلك من العبادي والمسؤولين العراقيين الآخرين،يتلخص في اعتبار الاستقلال حقا مشروعاً وانهم يتفهمون هذا الامر ومستعدون للتفاوض بشأنه وحلها سلميا .

واعتبر القيادي الكوردي هذا الامر “كسرا لحاجز كبير” مضيفا”كانت السلطات العراقية سابقا تجن جنونها عندما تسمع بمسألة الاستقلال لكن الامر اختلف الآن اذ فتحت ابواب كبيرة امام القضية الكوردية ودخلت مراحل جديدة متقدمة”.

وتابع عوني بالقول “اذا تمكّنا من العيش كأمتين تؤمنان بالديمقراطية مثل الجيك وسلوفاكيا وانفصلنا سلميا ومن دون عنف فعندها لن تتمكن اية دولة من التدخل السلبي في شؤوننا بل سيكون المجال اوسع امام اصدقائنا تقديم الدعم والمساعدة لنا”. مستدركاً بالقول ” لكن اذا لم نتوصل الى نتيجة وكان هدف الحكومة العراقية هو كسب الوقت،فعندها سنلجأ الى الاستفتاء كي يقرر شعب كوردستان مصيره “، مؤكدا بالقول “قيادة كوردستان لم يتخلى عن اجراء الاستفتاء كما يريد البعض ان يصور ذلك لكن الاتفاق مع بغداد بشأن الاستقلال وبشكل سلمي افضل من الاستقلال من دون اتفاق”.

وكان رئيس اقليم كوردستان القائد العام للقوات المسلحة بالاقليم مسعود بارزاني، وفي كلمة له خلال زيارته ناحية بعشيقة في الـ 16 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قد قال، أن إستقلال كوردستان حق طبيعي وقانوني لشعب كوردستان ولن نتنازل عنه تحت أية ظروف وأية ضغوط كانت، مؤكدا أن العملية مستمرة ويجب أن تتحقق بالتفاهم وبالحلول الودية بعيداً عن العنف، مستدركاً بالقول ” في زيارتنا الأخيرة لبغداد تحدثنا وبكل صراحة حول هذا الموضوع وسلطنا الضوء بكل وضوح حول مسألة الإستقلال، ومن دواعي سرورنا بأننا لاحظنا تجاوبا إيجابياً جيداً حول ما طرحناه، وأكدنا أيضاً على أن الإتفاق حول هذا الأمر هو الحل الأمثل للوصول لنتيجة تحل كافة المشاكل العالقة”.

موضحا بالقول ” بما أننا لم نستطع أن نكون شركاء في بلد واحد، ولم نستطع تكوين شراكة منتظمة فيمنا بيننا، فلنكن جيرانا نعيش جنباً إلى جنب وفق مبدأ الإحترام، أن نكون إخوة وجيران نعاون بعضناً البعض وأن لا نقع مرة أخرى في غياهب الحروب وسفك الدماء، ولنضع حداً لهدر الدماء وأن لا نسمح بإفتعال مشاكل أكبر ” .

مؤكداً،إنْ ” توصلنا لأي إتفاق مع بغداد حول موضوع الإستقلال، فلا أعتقد بأننا سنحتاج أصلاً للإستفتاء وإن اقتضت الحاجة للإستفتاء فلا أعتقد بأن الأمر سيكون صعباً ” .

بدوره قال ابوبكر علي كارواني المراقب السياسي والقيادي في الاتحاد الاسلامي الكوردستاني ، قال لـ(باسنيوز) ، ان خيار الاتفاق مع العراق بشأن الاستقلال هو الافضل من الاستفتاء،اذ ستكون عماية الاستقلال والاعتراف الدولي بها اسهل “.

وتابع بالقول “مايهم بغداد هو تحديد الحدود،ربما ستحتاج المناطق الكوردستانية خارج ادارة اقليم كوردستان والتي هي فعليا باتت الآن ضمن ادارة الاقليم،الى اجراء استفتاء ” .

مشيرا الى ان الاتفاق مع العراق بشأن القضية سيحد من التدخل الخارجي،”. وختم كارواني بالقول ” الافضل ان تركز القيادة الكوردستانية على الاتفاق مع العراق بشأن الاستقلال وان يكون الاستفتاء هو الخيار الثاني ” .