فيما تتواصل الاستعدادات في اقليم كوردستان على قدم وساق لتنظيم استفتاء الاستقلال،الذي تؤكد القيادة الكوردستانية اصرارها على اجرائه وانه لاعودة عن الموعد المحدد لتنظيمه في الـ 25 من سبتمبر/ ايلول المقبل، كشفت تركيا على لسان وزير خارجيتها عن شروطها للاعتراف باستقلال كوردستان.
قناة (TRT) التركية الرسمية نقلت عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو،ان بلاده مستعدة للاعتراف باستقلال كوردستان،شرط ان تراعي الدولة الوليدة الامن القومي التركي ، وان تكون هناك اتفاقات عسكرية بينهما،تمنع استخدام اراضي هذه الدولة ضد تركيا من قبل معارضيها .
وقررت القيادة الكوردستانية في الـ 7 من يونيو/حزيران الماضي ، إجراء استفتاء شعبي على استقلال كوردستان مايًعتبر أولى الخطوات نحو تشكيل دولة مستقلة طال انتظار الكورد لها.
واجرى رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني الاسبوع الماضي زيارة الى بروكسل ، برفقة أعضاء من اللجنة العليا لاستفتاء كوردستان،والتقى هناك مسؤولين في الحكومة البلجيكية واقليم فلاندرز والبرلمان والاتحاد الاوربيين، كما القى كلمة أمام نواب الاتحاد الأوروبي ،جدد فيه اصرار الاقليم على المضي في قرار اجراء الاستفتاء .
بصدد المواقف الاقليمية والدولية من موضوع الاستفتاء على الاستقلال ، قال مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، هوشيار سيويلي ، لـ(باسنيوز) مايتم ملاحظته في هذه المواقف حتى الان هي انها ايجابية بشكل عام، وباستثناء ايران التي ابدت موقفاً معارضاً فإن مواقف الدول الاقليمية الاخرى لم تكن خارجة عن توقعات اقليم كوردستان .
مضيفاً ، بالقول ” نعتقد ان اجراء محادثات اوسع مع تركيا وشرح وتوضيح استراتيجية اجراء عملية الاستفتاء لها ، ستساعد على ان تكون لتركيا تفهم افضل للقضية وموقفها سيكون ايجابياً ” .
وتابع, مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، بالقول ان الذين يعارضون الاستفتاء اليوم كانوا معارضين للفيدرالية في حينها،لكن حينما تحول اقليم كوردستان الى واقع ، اعترفوا به من خلال التعامل معه حتى قبل اقرار ذلك في الدستور العراقي .
وينوي الكورد إجراء مفاوضات مع الحكومة العراقية، بعد إجراء الاستفتاء، في ظل تأكيدات من قادة الاقليم وخصوصا رئيسه على رغبة الكورد بالاستقلال عن العراق بشكل سلمي، لكنه يؤكد بأن الوقت ليس مفتوحاً لهذه المفاوضات .
هوشيار سيويلي ، تابع بالقول ” من دون شك فإن وفود من المجلس الاعلى للاستفتاء ستزور دول الجوار قبل اجراء الاستفتاء خاصة تركيا وعلى اعلى مستوى لتكثيف المحادثات معها حول هذه القضية “. موضحاًّ ” سيتم التوضيح لدول الجوار بأن دولة كوردستان القادمة ستكون عامل استقرار وسلام في المنطقة والشرق الاوسط عموماً ” .
ويؤكد الكورد إنهم سئموا من نهج الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة في عشرينيات القرن الماضي فيما يتعلق بقضاياهم وحقوقهم ومصيرهم ،كما يؤكدون بأن النظرة السائدة في بغداد حيال الكورد بعد 2003 وسقوط النظام السابق لم تتغير كثيراً ولم يتم قبول الكورد كشركاء حقيقيين في الحكم ، كما يتهمون الحكومة الاتحادية بعدم تطبيق الدستور الجديد للبلاد والذي ساهم الكورد بفعالية في كتابته .
بدوره،قال المراقب السياسي والخبير في الشؤون التركية خلف غفور ،لـ(باسنيوز) ان لكل من تركيا وايران مصالح اقتصادية وعسكرية وسياسية كبيرة مع اقليم كوردستان، وفي نهاية الامر سيبدون مرونة حيال قضية استفتاء الاستقلال . مبيناً بالقول ” اذا ماتم اعلان استقلال كوردستان عبر الاستفتاء فان كل من ايران وتركيا ستكونان من اوائل الدول التي ستعترف بالاستقلال بشكل مباشر او غير مباشر”. لافتاً الى حجم التبادل التجاري التركي الكبير مع اقليم كوردستان وعقودها النفطية مع الاقليم ، منوهاَ الى ان حجم الصادرات التركية للاقليم يبلغ 8 مليارات دولار سنوياً وسيساهم ذلك في اسراع تركيا للاعتراف بالاستقلال .
من جانبه،وحول وجود حزب العمال الكوردستاني PKK على اراضي الاقليم والذي تعتبره تركيا تهديداً لها ، قال مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كوردستان ، فلاح مصطفى ، لـ(باسنيوز) ان لاقليم كوردستان شرعية قانونية دولية ودستورية، كل من هو موجود على اراضيه عليه احترام القوانين النافذة في الاقليم . موضحاً ان ” PKK أو اية قوة اخرى تريد ان تكون لها مقرات على اراضي الاقليم يجب ان تحترم هذه القوانين وان لاتشكل تهديداً لدول الجوار ، حتى لاتتخذه هذه الدول ذريعة للتدخل في اقليم كوردستان ” .
موضحاً ، بالقول ” نحن في اقليم كوردستان، مع عملية السلام في تركيا وإخلاء PKK لاراضي اقليم كوردستان، لان وجودهم يتسبب بمشاكل للاقليم “.
اما،غازي سعيد وهو عضو المجلس التنفيذي(المكتب السياسي) للاتحاد الاسلامي في كوردستان ، فقال لـ(باسنيوز) ” في أي وقت يقرر فيه شعب كوردستان اعلان الاستقلال فنحن متفائلين بأن تركيا ستساعدنا وتدعمنا ولن تقف ضدنا”. موضحاً ” هذا التفاؤل يأتي من مستوى علاقاتنا مع تركيا وحكومتها الحالية “.