يحتفل المواطنون في إقليم كوردستان في العاشر من مارس/آذار من كل عام ، بيوم “الزي الكوردي القومي”، الذي يتحول إلى مناسبة أشبه ما تكون بكرنفال، حيث يرتدي معظم المواطنين، وحتى بعض المقيمين ، الأزياء الكوردية التقليدية، ويخرجون لعرضها والتباهي بها، في الأماكن العامة والأسواق والمنتزهات، وكذلك في الدوائر والمؤسسات الحكومية، والمدارس والجامعات، وغيرها.

ويغدو يوم الزي القومي، بالفعل اسما على مسمى في إقليم كوردستان، إذ يغطي مشهد الناس مرتدين الزي التقليدي ، رجال ونساء وأطفال، على ما عداه، حيث الألوان الزاهية التي تمتاز بها الأزياء الكوردية ، النسوية خاصة ، والمستمدة من الطبيعة الكوردستانية الجبلية الساحرة.

وتكتسي سهول كوردستان وجبالها، مع بداية فصل الربيع، في مثل هذه الأيام، حلة خضراء قشيبة، يزينها مختلف أنواع الزهور والورود، المتفتحة براعمها، وتبدأ معها الرحلات الجبلية والخارجية، التي لا تنقطع في كوردستان حتى أواخر الصيف .

ولعل أكثر ما يضفي الجمال والعذوبة على هذا اليوم، هو بهجة الأطفال وفرحتهم العارمة به ، وهم يذهبون لمدارسهم مرتدين زيهم القومي ، حيث تتحول باحات المدارس وساحاتها، للوحات موزاييكية من الألوان المبهجة، مما يكسر روتين اليوميات المدرسية، ويغرس في هؤلاء الطلاب الاعتداد بثقافتهم وفولكلورهم، وأزيائهم التقليدية المعبرة عن أصالتهم وكينونتهم.

ويعتبر الكثير من الكور هذا اليوم بمثابة مناسبة لإعادة تأكيد التزامهم بهويتهم القومية، وزيهم الذي هو من أهم ملامح هذه الهوية.

ويرون ان من الجميل والمهم أن يفتخر كل شعب بثقافته، وأن يحافظ على عاداته وتقاليده من الضياع والاضمحلال .

وحتى في القطاع الخاص، على مستوى الشركات والمؤسسات التجارية، وغيرها، يتم الاحتفاء بيوم الزي الكوردي، والمشاركة في فعالياته وأنشطته، مما يجعله يوما وطنيا عاما، يحتفل به الجميع طواعية، في أجواء يملؤها الفرح والأمل والاعتزاز بالنفس .

ولا يقتصر الأمر بطبيعة الحال على الزي القومي الكوردي، بل يرتدي في هذا اليوم المواطنون من مختلف المكونات الإثنية والقومية في كوردستان، من تركمان وآشوريين وكلدان وأرمن، أزياءهم القومية الخاصة بهم ، المعبرة عنهم بما يعكس الاحتفاء بالتنوع والتعدد القومي والإثني المتعايش منذ آلاف السنين في كوردستان في سلام ووئام.